بقلم: شادي جاد

هل معنى انه النص مقدس دا لانه اللي ارسله اله ؟ ، هو مين بيقدس مين ؟؟ النص اللي بيقدس الانسان ولا الانسان هو اللي بيقدس النص ، طيب و ازاي احكم على نص انه مقدس

قدسية اي نص بتيجي من عمق اللي بيقدمه النص من تقديس و احترام للحياة و للانسانية و للحرية و للعلاقات البشرية

مفيش اي نص مقدس بذاته على فكرة

متستغربش من الكلمة دي بس اقرا لآخر المقال و انت تفهم انا اقصد ايه

فيه نص بيقدس الانسان و يحترمه ، فالطبيعي انه الانسان لما يشوف نص زي كده يقدسه و يحترمه ، و من هنا اقدر احط اي نص بيتقال عليه مقدس او سماوي مرسل من الاله تحت ” الميكروسكوب ” و خصوصا انه مش اي كتاب قال عن نفسه انه سماوي يبقى كده فعلا ، دي شهادة غير كافيه و معروف المبدأ انه مفيش حد بيشهد لنفسه يبقى كافي و مقنع ، و مش هيبقى كافي للشخص الباحث الحقيقي اللي بيدور على الحقيقة

مش معنى انه النص مش بشري معناه انه سماوي ، ولا معنى انه النص بشري معناه انه مش سماوي

ممكن اسمي النص السماوي ” نص فوق الانساني ” علشان محدش يفهم فكرة انه سماوي يبقى جاي من عند الاله و انه هو دا اللي خلق الكون و هو اللي قام بكتابة الكتاب دا ، لكن هاستخدم الكلمة دي بمعنى انه نص بيرتقي بمعاني الانسانية و بالتالي ممكن يبقى اي نص بيعمل تغيير في مفاهيم الانسانية نص سماوي مش شرط فكرة الاله هو اللي كتبه او لا

و في نص بدائي ” اقل من انه يكون انساني ” و النوع دا من النصوص بيخلي الانسان و الانسانية ترجع لمراحل بدائية جدا في العلاقات بين البشر و اللي بتدي لغرائز الانسان و رغباته الاولويه على حساب الحياة و قيمة الانسان الحقيقية ، و النوع دا من النصوص ميستحقش حتى لقب نص انساني لانه بيلغي الحس الانساني الموجود داخل الانسان بالفطرة ولانه التعاليم فيه خالية من اي صفات انسانية

مش معنى انه النص مقدس يبقى معناه انه صالح لكل زمان و مكان
ركز في الموضوع دا كويس ، كل زمان ليه ظروف بتحكمه ، و كل مكان ليه قوانينه اللي تخصه و بيخضع ليها ، و النص المقدس فعلا عليه انه يحترم الظروف و القوانين

و ان كان النص مقدس لازم يتطور معها علشان يبقى مناسب لمسيرة الحياة و إلا قدسيته هتتحول لنوع من انواع التراث و الفولكلور الشعبي ، و هنا تكمن المشكلة في قصة ” النصوص اللي بنقول عليها مقدسة ” ، فالنص اللي بيهتم بالمحافظة على حرفه ” في التنفيذ” هيخسر روحه على مر الزمان

اما النص اللي بيهتم بروحه و ازاي انه ماشي مع تطور الحياه على حساب ” شكله ” في الحالة دي هيلاقى كتير من الاحترام حتى ولو فيه بعض الناس مش شايفينه مقدس . علشان كده ايا كان النص الموجود بكل مكوناته من لغة حرفية و معاني و مفاهيم و تعاليم هو وليد مكان و زمان معينين

النص البدائي هيتناسب طرديا في البدائية مع مرور الزمن ” كل ما الزمن يزيد كل ما بدائيته هتزيد “

و النص السماوي مع مرور الزمن هيزداد لامعا و تألقا حتى و ان تجاوزته البشرية في امور كتيرة ، علشان حلوته و لامعانه في المبادئ و الاساس اللي بيحطه المهم لكل زمان و مكان زي المحبة و العدل و المساواة و الاحترام للانسانية

في رأي الشخصي النص المقدس هو النص اللي بيساعدك على تجاوز حروفه لتنطلق مستندا عليه بدل من ان تكون اسيرا له ، فتعرف تستفيد منه بما يناسب واقعك من غير ما يحملك عبء حياة تانية بدائية لازم تعيشها الفرق بينك و بين الحياه دي 10000 سنة

النص المقدس هو اللي بيقدسك و يقدس حياة الآخرين حولك ، ساعتها لما تلاقى كده انت هتقدسه من تلقاء ذاتك و هيقدسه اللي حواليك احتراما ليك حتى لو لم يعترفوا بانه سماوي

في حالة وجود اله ” و مش دي القضية في المقال دا “

يبقى اي نص الهي مش هيكون سماوي إلا في حالة واحدة هو ” ان النص دا يكون بيحمل الروح الالهية مكتوب بأيدي بشرية معلنا رؤية الاله لحياة البشر ” مش مجرد اوامر و تعليمات

و غير كده يبقى نص متطفل على الذات الالهية