بقلم: سيلا منير
هل تغير الله ؟
وهل تغير الانسان ؟
هل تغيرت الخطايا ؟ وهل تغيرت الوصايا ؟ هل يحتاج الكتاب المقدس الي تحديث ليواكب العصر ؟
الحقيقة انه حقا قد يحتاج الي تعديل فقط لو كنا نقراة قراءة سطحية حرفية . فأي حدث او نص له بعد حالي وحرفي وبعد معنوي وما ورا الحدث. فهل الوصية هي أن تنفيذ اوامر او طقوس ام انها تتعلق اكثر بحب الله والنفس والاخر والحفاظ علي الخليقة وتعمير الأرض.
اذا لم تستطع ان تري ما وراء النص فستعاني كثيرا عند ترجمة النص لعصرنا الحالي ولكن إن ادركنا ما وراء ذلك إن الأمر يتعلق بفهم الله نفسه و التصالح مع الطبيعة والاخر والنفس فستجد النص ينطبق علي كل الازمان . ساطرح حالة واحدة كمثال وادعوك ان تعيد قراءة النصوص .
مثلا شخص مصاب البرص واقرا في اللاويين كيف يحكم ببرصه بعد فحص وتدقيق ومتي ثبت ذلك يعزل عن الاخرين ويصرخ لمن يقترب منه انه ابرص . وعلي الجانب الاخر كيف لمس المسيح الابرص وكيف شفي. ألا يدعوك ذلك للتفكير في الكاهن مسئوليته و كيف يعطي فرصة بعد اخري ولا يحكم إلا بتدقيق والأبرص نفسه وبرغم من مرضه واحتياجه إلا انه ملتزم بعدم نقل المرض للأخرين. وإلتزام الأخرين بالخضوع لنظام المجتمع. وعلي الجانب الأخر كيف يلمسه المسيح مقدما حب وقبول . و كيف شفي معلنا قدرة الله . وكيف انه متي شفي الأبرص يعود للمجتمع ولا يظل معزولا وما في ذلك ما نحاول ان نتعلمه من عدم الحكم علي الإنسان من ماضيه وقبوله متي تغير ؟؟
لقد قدم المسيح في حياته علي الأرض مثلا رائدا في قراءة النص الكتابي قراءة واعية حديثه . فقد ترك التلاميذ يجمعون قمحا في سبت قائلا السبت للإنسان. فغايه الوصية الراحة والشركة الاجتماعية للاسرة ووجود وقت للعبادة مما يحفظ الصحة النفسية والاجتماعية والروحية للانسان . وقام بحوار مع السامرية برغم الوصايا والاعراف الاجتماعية . ولمس الابرص النجس . وغيرها مما يبدو كسرا للوصية اثار حنق الكتبة والفريسيين ممن لم يفهموا ولم يقدروا ان يقراوا النص بطريقة محدثة عصرية بل التزموا بحرفيته .
إن غاية الكتاب أن ندرك المبادئ التي علينا أن نحيا بها. ان تترجم بداخلنا لمعاني العدل والحق والرحمة والحب. لا أن تنفذ ككتيب تعليمات علينا أن ننفذه حرفيا.