بقلم: سيلا منير
هذا ليس عدلاً .
هكذا صحت وانا غاضبة فقال لي باسما : ما هو “هذا”؟
هدات قليلا واجبت : كيف تتوقع ان يعرف عنك الناس قبل الكتب ؟ كيف يعبدوك؟ كيف تطالبهم بما لا يدركونه ؟
فاجابني : ومن قال إنهم لا يدركونه ؟ وهل انا فقط في الكتب ؟! فصحت : كانك تطلب من طفل يحبو ان يسير مستقيما !!
-ومن قال اني طلبت هذا ؟ لكني علي الاقل اتوقع أن يستمر في المحاولة وأن يحبو ولا يتوقف .
-لحظة هل قلت انك لست فقط في الكتب ؟!
-بالتأكيد . ففي كل إنسان نسمة حياة مني . قدرتي مدركه بالمصنوعات. ضمير الانسان وفطرته تحدثه عني . منذ القديم هناك من آمنوا بي وأخبروا عني لمن له أذان للسمع .
– لكنه إعلان باهت ليس مثل الكتب تفحص وتفسر. وتوضح القصة كاملة . ليس مثل التجسد.
-ومن قال إنني سأحاسبهم مثل من لديهم الكتب ؟؟؟
-ماذا تقصد؟
– كما نحاسب الطفل حسب إدراكه وقدراته ومعلوماته . ألم تدرك انت بعد الكتب إنني انظر إلي القلب ؟ ألا تعرف أنني أستطيع قياس شوق الأنسان وإخلاصه في البحث عني بغض النظر عن كم الإعلان الذي يصل إليه؟ إنني أعرف كم مرة تجاهل ضميره حتي صار موسوما لا يتأثر ؟ يا بني . هم ناموس أنفسهم . لا تشغل قبلك بهم . ثق بحكمتي وعدلي. وانشغل انت بمعرفتي لأنك انت في قمة سلسلة الاعلان المتدرج ولهذا يجب أن تصل لما لم يصل اليه هؤلاء .