بقلم : تيم هادلي
قالت سيدة لم تخلُص بعد، هذه العبارة: ”كلما حاولت أن أصير في حالة أفضل، شعرت أن حالتي بالعكس قد صارت إلى أردأ“. ولا شك أن هذا ليس اختبار هذه السيدة وحدها، ولكنه اختبار عام يجتاز فيه الكثيرون.
إن هذه السيدة لم تكن مُستهترة، بل على العكس كانت امرأة بحسب الظاهر مستقيمة لا تعمل شرًا. ولكن في الواقع ما سبَّب لها هذا الشعور هو أن ضميرها كان نائمًا مدة طويلة، ولكنه استيقظ أخيرًا فشعرت أن حالتها أمام الله ليست حسب المطلوب. وتبعًا لذلك اجتهدت أن تُحسِّن نفسها بما ظنته يصلُح لذلك من مجهودات متنوعة، ولكنها بعد كل ما بذلته، شعرت بأن اليأس قد وصل إلى نفسها، إذ لم تصل إلى ما كانت ترجوه من تحسُّن.
إن الشعور برداءة قلوبنا إنما يرجع إلى تسلُّط نور الله الفاحص عليها. كلُّنا يعرف الأنوار الكاشفة التي كانت تُستعمَل خلال الحروب، فتجوب الجو بأشعتها القوية باحثة عن طائرات العدو. والله يستعمل كلمته بكيفية مُماثلة، والنتيجة الأكيدة لذلك النور الفاحص المُتسلِّط على قلب الإنسان هي كشف طبيعتنا الشريرة وحالتنا الرديئة. ولكن غرض الله من فحصنا ليس الحكم علينا وإدانتنا، بل خلاصنا. ليس غرضه أن يدفعنا إلى اليأس، بل أن يجذبنا نحو المُخلِّص.
هل علاج حالة تلك السيدة أن ننصحها بالاستمرار في المحاولات التي كانت تبذلها؟ وهل العلاج هو أن ننصحها أن تطلب من الله أن يُقويها حتى لا تكلّ في جهادها هذا؟ كلا، لا هذا ولا ذاك، بل العلاج الصحيح هو توجيهها نحو المسيح الذي فيه تسديد حاجتها. واسمع داود يقول: «لأن يدَكَ ثقُلَت عليَّ نهارًا وليلاً. تحوَّلت رطوبتي إلى يبوسة القيظ». إنها يد الله التي ثقلت عليه، لكي تأتي به إلى الشعور بحالته، وبما قد عمله. وماذا كانت النتيجة؟ «قلت: أعترف للرب بذنبي، وأنتَ رفعتَ آثام خطيتي».
قارئي العزيز: هذه هي النتيجة المُفرِحة التي يُريد الله أن يصل بنا إليها. إن التوبة والإيمان بربنا يسوع المسيح هما الوسيلتان لنوال البركة في الحاضر وفي الأبدية. فلا تخف من نور الله الفاحص ولا تتجنبه، لأن غرض الله من تسليط نور كلمته هو أن يُباركك، بعد أن تكون قد وصلت إلى معرفة حالتك أمامها.