بقلم : شادي جاد

قررت في وقت ابعت جوابات اسأل فيها الناس اسئلة عن ربنا على انهم يردوا على اسألتي و كتبتها لكن حسيت مفيش رد مقنع من الناس لي فقررت ادور على الاله بنفسي و احكي معاه و اخد منه مقال وحوار و قررت اني اكون ممثل لناس كتيرة زي قدامه ، و بدون اي موعد مسبق ولا اعرف ازاي وصلت او لقيته لكني قررت اني اعمله مفجأة بوجودي عنده و اسألتي ليه ، اتفجئت لما لقيته قام و استقبلني شخصيا كأنه متوقع الزيارة دي و قالي انت ممكن تقعد معايا براحتك على فكرة عشان اجوبك على اسئلتك … استغربت نوعا ما ” لاني مقولتش لسه اني عاوز اسئله “، المهم .. قعدني على كرسي شيك جدا و مريح قدامه طربيزة شيك و صغيرة و هو قعد قدامي بابتسامة مريحة و مستني اني بدأ الحوار معاه

فسألته السؤال الأول : ممكن تعرفنا بنفسك ؟ يعني انت مين و اسمك ايه و تحب الناس يندهوا عليك بايه ؟

بدأ اجابته وهو مليان ثقة وقال : شخصيتي هى اللي بتعبر عن اسمي مش العكس عشان كده ممكن اي حد يناديني باي اسم هو شايفني بيه ودا عمره ما هيكون بيأثر عليا في طريقة تعاملي معاه ، اما لو بتكلمني عني انا … انا هو انا .. الكائن الذي اكون ، ودا مش هيغير في حاجة فيا

بدأت افهم اني قدام شخصية واثقة من نفسها يعرف من هو .. المهم دخلت على السؤال الثاني وسألته : فيه ناس كتير بتنكر وجودك .. ازاي بتثبت وجودك ؟؟ ازاي انك تثبت ليهم انك حي وموجود وانه الحياة منك مش موجودة بالصدفة ؟

بص ليا كده بأبتسامة رقيقة و رد عليا : كل اللي يشوف الكون باسراره و الطبيعة الموجودة بروعتها و كل المخلوقات بما فيها من مبادئ و ابداع في خلقها ، وكمان الانسان و التعقيدات الموجوده في اعضائه و وظيفتها و الأليه اللي بتشتغل بيها و كمان النفسية و تركيبتها و اسرارها اللي العلم لازال بيكتشفها .. كل دا لو بس فكرت بالعقل و المنطق هتلاقي انه ورا كل الابداع دا عقل مدبر .. لو استخدمت منطق ” النتيجة و السببية ” هتلاقي

من الممكن انه حاجة عشوائية تنتج حاجة عشوائية

ووارد انه المنظم ينتج حاجة عشوائية

لكن من المستحيل انه العشوائية و الصدفة تنتج دقة و نظام بالشكل دا

عشان كده مش ممكن انه يكون نظام الكون المعقد و اللي دراسته معقدة جدا ينشأ بطريقة عشوائية ولا حتى بالصدفة لكن لازم تدخل قوة قادرة على صنعه ، و لازم القوة دي تكون حية علشان تقدر تعمل نظام فيه حياة ، الميت ميقدرش يدي حياة .. فلازم للحياة انها تخرج من حياة

انا عارف اني طولت و انتوا بتستعجلوا اوي بس اديك مثال على كده

رغم انه العلماء بتوعكم عرفوا مكونات الخلية كويس اوي لكنهم مقدروش يخلقوا حياة لخلية أو استرجعوا ميتين مثلا او قاموا بالخلق رغم كل محاولاتهم في تجميع مكونتها تحت ظروف معينة … و لو حطيط افتراض انه دا هيحصل .. ميقدروش يعملوا دا إلا في مختبرات و اجهزة عالية التكنولوجيا و الدقة و علم عظيم و عقول كبيرة في العلم .. عارف .. دا و ان دل على شئ دا على انه مستحيل تيجي ” الحياة ” بالصدفة ولا بعشوائية و ان دل على شئ تاني دل على انه اي انتاج لأي نوع من الحياة لازم من تدخل حياة تانيه في انتاجها .. اللي يأكد انه الكون و الخلق و اعطاء الحياة مش صدفة ولا عشوائية

دخلت في السؤال التالت علاطول وسألت : ليه بتطلب من الناس انهم يعبدوك ؟؟ انت مش شايف انه دا نوع من الكبرياء و جنون العظمة ؟؟

بص ليا كده بطرف عينه و طبق شفايفه على بعض و هز رأسة بتعجب و بدأ يتكلم و قال : علشان اجوبك على السؤال دا لازم نتفق مع بعض ايه هو معنى العبادة !!

العبادة مش الدين … يعني مش مجموعة من الطقوس و الفرائض و الاعياد ، ولا انه الأنسان يذل نفسه ولا يجرح نفسه قدامي ، لانه انا خلقته و اديته كرامة … فأخلاقي و مبادئ لا تسمح ابدا بتقليل قيمة و كرامة الانسان ولا حتى في عبادتي . العبادة اسلوب حياة يبدأ بين الأنسان و بيني ، نتعرف فيه على بعض اكتر ، نحكي مع بعض ، نمد جسور ثقة ، و دا بينعكس على طريقة تفكيره و سلوكه و مشاعره ، بحيث انه بيتعلق بيا فياخدني كل مكان يروح ليه ، و هنا ممكن تشوفني في افكاره و مبادئه و وعيه و طريقة كلامه حتى لو مش بيتكلم عني ، و الاهم من دا هو انه بقى انعكاس لصفاتي فيه و التي بتظهر في سلوكه و ” انسانيته ” . العبادة يا عزيزي هي علاقة محبة بينا ولا يكمن بأي حال من الأحوال انها تسمى كبرياء

سألت السؤال الرابع اللي شغلني كتير في وقت : يعني انت مش شايف انه العقاب نوع من التهديد و الترهيب للناس علشان تجبرهم على انهم يعملوا اللي انت عاوزه ؟؟

جاوبني و هو بيهز رأسه و كأنه حزين على سوء الفهم اللي حصل في الموضوع دا و رد و قال : يا صديقي لما تقول لحد انه لو رميت نفسك من الدور العاشر هتقع على الارض و هتموت هل معنى كده انك بتهدده و بتخوفه عشان مينطش ؟؟ قولتله : اكيد لأ دا انا بنصحه

كمل اجابته : بالظبط كده انه اخبرته و حذرته باللي هيحصل و نتيجته ، يعني الموضوع ” ناتج “عن قراره واختياره مش عقاب ، فالموضوع ملوش دعوة بالوعيد و التهديد ولا انا السبب فيه

هنا قاطعته بسؤالي الخامس .. لا ثانية واحدة بقى .. امال ايه قصة الجنة والنار ؟؟

سرح كده بذهنه و كأنه بيفتكر احداث معينه وقال : القصة ببساطة و من غير تعقيد انه فيه مكانين ملهومش تالت .. مكان انا قاعد فيه مليته بنوري و مجدي و محبتي ، و التاني هو اللي جهزته لعدوي اللي تمرد عليا و هو شبه السجن و العدو دا ملاه بكل اللي عنده من ضلمة و خوف و كره .. فاللي اختار انه يعيش معايا بقراره وهو عندكم على الارض فالطبيعي انه هيجي يقعد معايا في المكان اللي انا فيه مقيم .. والعكس صحيح اللي اختار الحياة بعيد عني مش هيكون ليه غير المكان التاني

تخيل كده معايا مثل بسيط انه فيه مركب هتغرق ومركب تانية لانقاذ الركاب وكل راكب قدامه يا اما يفضل في المركب لحد ما يغرق و يموت يا اما انه يركب مركب الانقاذ و يعيش

فجأته بسؤال سادس تلقائي : ليه مفيش اختيار تالت يكون كويس برضو عشان لما اختار اكون فضلتك عن حاجات كويسة مش عشان بس اهرب من المكان الصعب دا ؟

بدأ يجاوبني على السؤال دا و رد : قبل ما اجاوب على السؤال لازم تفهم شوية حاجات انه من محبتي للبشر انه بديهم الحرية حتى لو بالحرية دي هيرفضوني بيها .. و فيه حاجة تاني .. فيه فرق كبير اوي بين اني ” خلقت الأختيارات ” و ” خلقت الحرية ” … انا خلقت ليك” الحرية ” و فيه مليون حاجة غيري ممكن تختارها باردتك الحرة ، و انت مسؤال عن نتايج اختيارات مش انا ..انا معملتش اختيار اسمه ” جهنم ” ليك لكنه دا ” نتيجة اختيار ” ، المكان دا معد زي ما قولتلك للعدو المتمرد ، لكنه كون انه بعض البشر عاوزين بحريتهم يختاروا حاجات عليهم يتحملوا نتيجة اختيارتهم .. لكن لو فرضنا اللي انت عاوزة انه فيه مكان تالت كويس و اختيار غيري هتبقى فيه كويس .. ابقى بكدب عليك و اغشك و ابقى بناقض نفسي و انا مش كده .. لانه انا عارف انه خيرك و قيمتك الحقيقية و هدف وجودك هو في الاتصال بيا ، ابقى بضحك عليك لو قلتلك فيه مكان هتبقى فيه كويس من غيري

دخلت في السؤال السابع وانا متحمس لانه اسمع اجابة السؤال دا : باعتبارك اله واحد و مفيش حد تاني غيرك ليه بعت رسل كتير اوي واسست ديانات كتيرة وهم متناقضين مع بعض ؟

حسيت انه كان عارف اني هسأل السؤال دا و اخد نفس عميق و بدأ يجاوب و يقول : مش من العدل اني ابعت رسل لناس وناس لأ ، علشان كده بعت ناس كتيرة اوي في كل الازمنة وفي كل الأماكن ، واللي انت تعرفهم واللي سجلهم التاريخ او حتى الوقت الحالي هما اقل بكتير من اللي بعتهم و انت متعرفهومش .. على اي حال ، مكنش الهدف تأسيس ديانات او طوايف اصلا و لكن كان هدف الارسالة هو اني ارجع الانسان ” لإنسانيته ” اللي فقدها لما بعد عني واخطأ ، وهو اللي خلى الشر منتشر و الدنيا بقت سيئة و من سئ لأسواء .. على فكرة لو رجعت للاديان و الطوائف هي صنع الانسان مش انا ، لانه كل شخص ظن انه يمتلك الحقيقة عني اكتر من اللي حوليه ، فقام عمل دين او فكر معين ، و اسس ليه اتباع وهما بطريقتهم و بدور الدين دا في حياتهم عزلوا نفسهم عن باقى الناس بأسم الدين ..

بدأ تبان علامات الجد في الكلام و قال : لازم تتأكدوا انه فيه ناس جات ليكم بأسمي و انا مليش علاقه بيها و انا بريء من تعاليمهم

الطبيعي انه السؤال الثامن: يكون ازاي نميز بين اللي فعلا هما رسلك و بين اللي بيدعوا انك انت ارسلتهم و ملكش علاقة بيهم و هما بيكذبوا ؟؟

بدأ يكمل كلامه وهو بنفس الجدية بس كمان كنت حاسس انه مضايق من موضوع اللي بيتكلموا بأسمه وهما ميعرفهوش اصلا و ادعوا انه ارسلهم و قال : فيه نقطة مهمة في الموضوع وهي انه كل رسالة تتكلم عن نفسها و اللي جواها بيشاور على اللي بعتها ، ولما تلاقي تناقض في الرسايل فدا اكيد معناها انه المرسل مش هو نفس الشخص ، ولو ركزت شويه وفكرت و بحثت و قيمت بعقل و منطق حر مش بيميل لنتيجة معينه و راجعتها ، مع دراسة شوية تاريخ للرسالة دي و اللي قدمته للبشرية سواء في وقتها او خلال العصور كلها او دلوقتي .. هتقدر تحكم على الرسالة دي كويس و تفرق بين الرسايل المزيفة من الحقيقة

و لما تقيم وتحكم على الرسالة بشكل صح هتعرف و تفهم و تقيم حامل الرسالة ” الرسول ” من حيث امتلاكه للمقومات الضرورية لامتلاك الرسالة دي و انا مش بتكلم على مقومات علمية و عقليه ، لكن مقومات ” اخلاقية ” و ” سلوكية ” و دي المهمة .. ولأي شخص بيدور و يبحث لازم يكون عنده فكرة و هو بيقوم ببحثه : انه مع انتشار اي رسالة سواء في المكان او الزمان هيكون فيه ناس بتحمل اسم الرسالة و لكن الرسالة ” بريئة منهم ” و عشان كده كل ما بترجع للأصل و البداية كل ما بتدي للبحث مصداقية اكبر و نتائج افضل

دخلت علاطول للسؤال التاسع : من الواضح انه موضوع المرسلين دا مشكلة ، طيب ليه متحلهاش و تيجي بنفسك و تنقل لينا الرسالة علاطول ؟؟ مش اسهل كده ؟؟

رجع بضهره لورا و شبك ايده على شفاتيه و بصلي كده وهو بيفكر بعمق .. حسيت وقتها انه بيحاول يدور على مخرج لسؤالي

لكن فجأة بدأ يتكلم و فاجئني بسؤالين …

ومن قلك اني انا مجتش ؟؟ و تقريبا انت محتاج تغير صيغة سؤالك انه يبقى ” هل انت جيت و احنا – البشر – معرفنكش ” ؟؟

اتصدمت بالسؤالين و اتربكت و حاولت اني اخرج برة الموضوع باني اسئله في مواضيع تانية بالرغم انه شل تفكيري في اتجاه السؤالين دول بس قولت ممكن اسئله وقت تاني ..

بدأت اسئله السؤال العاشر : ايه رأيك في اللي بيقول انك مش مهتم باللي بيحصل ، او انك وراء كل مصيبة و ظلم بيحصل في الأرض ؟؟

اول ما انتهيت من سؤالي ضحك ضحكة معبرة عن انه بينفي الاتهام عنه و قال : مش فاهم ليه دايما بتوجهوا ليا اصابع الاتهام في كل اللي بيحصل و تسيبوا الفاعل الحقيقي اللي ” اختار بإرادته !!؟ “

هو انا المسؤول عن الفقر ولا سوء توزيعكم للثروة و طمعكم و عدم العطاء

هو انا المسؤول عن الأحتباس الحراري و ثقب الأوزون و انتشار الاوبئة و الأمراض ولا سوء معاملتكم مع البيئة

انا اديتك الحرية و كمان فيه قوانين بتحكمك ، و فيه نتيجة و تمن لو كسرت القوانين دي ، لكن انا في الوقت الحالي زي المراقب للاحداث ولا يمكن انه تتهم شخص بيشوف الجريمة تقع قدامه

هنا قاطعته بسؤالي الحادي عشر .. لا استنى عندك هو معنى انك مراقب و سايب الانسان ” لقانون الحرية ” اللي انت حاطيته دا معناه انه لا وجود و تدخل ليك في اللي بيحصل ؟؟ هل دا معناه انه انت بعيد عننا ؟؟

قرب ليا وهو بيهز صباعة ناحيتي و هو بيوضحلي بالحركة دي انه مبسوط من سؤالي و بدأ يقولي بصوت هادي : حبيبي كل انسان هو مسؤل عن افعاله ، بالأضافة اني مش هافرض نفسي على انسان رفضني ، اللي بيطلب حمايتي هيلاقيها .. و اللي منحني التدخل في حياته و كل شؤونها و كمان انه اكون المسؤول عنه .. عليه انه يثق في حكمتي حتى لو ظهر اني متدخلتش بالشكل اللي هو عاوزه في وقت من الاوقات .. و الثقة دي بتنتج لما بيدخل في علاقة معايا .. زي اي ثقة بتزيد في اي علاقة

قولتله من الطبيعي انه يجي السؤال الثاني عشر نتيجة للي قبله : ليه متحاولش تلاقي حل لمشكلة الشر ، و تقضي على كل المخطئين و الأشرار و تريحنا منهم و من كل اللي بيغلط ؟؟

لقيته عمل حاجة غريبة .. مسك قلم كان موجود على الطربيزة و اخد ” نوتة “من على مكتبه و بدأ يكتب او يخطط في ورقها منها .. حولت اركز في اللي بيعمله مفهمتش هو بيكتب ولا بيرسم ولا بيشغبط ولا بيعمل ايه .. سألته نفس السؤال تاني ..

اجاب : لو عاوزني احكم على البشر اللي ” غلطوا ” كلهم … مش هيتبقى ولا واحد منكم من غير ما يتحاكم

اتصدمت .. وخفت و سألته بتردد : ايه الحل ؟

ساب الورقة و القلم و رجع راسه ورا و قال بصوت مكتوم شويه :

مفيش حل

مبدأ العدالة لازم يتم انه كل شخص يدفع تمن اخطائه و دا ملوش دعوة بانه عمل حاجة كويسة او لا دا حساب خطئه… و متسألنيش فين الرحمة !! لان الرحمة و الحق عمرهم ما هيتلاقوا في الحالة دي.. يا اما الرحمة او العدل .. يعني لو رحمت اللي عمل غلط من غير ما يدفع تمن يبقى خسرت عدلي و استقامتى في الحكم و مينفعش اكون قاضي في الحالة دي ، ولو حكمت بالعدل هاثبت اني لا املك اي ذرة رحمة

سكت شويه و انا سكت مستني حل و يمكن هو كشف اللي جوايا من حيرة فبدأ يكمل كلامه : بالنسبالكم مفيش حل .. متقدروش تعملوا حاجة ، لكن بالنسبالي فيه حل .. فيه مكان جمعت فيه بين العدل و الرحمة و عملت حل هو متاح لكل الناس اللي عاوزين حل

كان نفسي اسئله اسئلة تاني عن المكان دا و ازاي حل المشكلة .. لكن بصيت في ساعتي لقيت الوقت جري بسرعة معاه و حسيت انه انا طولت و كمان انا عندي حاجات اعملها .. شكرته على وقته و لكن قال لي انه متاح ليا في اي وقت لو عاوز اسئله باقي الاسئلة اللي عندي .. اتعجبت لما عرف انه جوايا اسئلة كتير ، و بعد الحوار دا معاه زادت جوايا الأسئلة ، دايما القعدة معاه بتزود الاسئلة ، و انبسط اوي انه مش بيرفض الاسئلة بالعكس دا بيحترمها و بيحترم عقلي و تفكيري و منطقي .. و الأكيد اني هرجع ليه تاني اكمل اسئلة …